Powered By Blogger

السبت، 23 أغسطس 2014

اصنع ثقتك بنفسك









(للحياة شفرة خاصة، وهدفك هو أن تجد الأرقام الصحيحة بالترتيب الصحيح، حتى تستطيع أن تمتلك أي شيء تريده)
بريان تراسي
فكل فرد منا يوجد داخله مادة تحمل الصفات المعنوية، وهي عبارة عن شفرة تبين قدراتك ومواهب، وميول، وعواطف كل واحد منا، ويجب علينا أن نفك رموز شفرة الصفات المعنوية تلك، إذا أردنا أن نعرف هدفنا في الحياة، فنحن ننجح عندما ننجز هدفنا، والتحدي الذي يواجهه كل فرد منا، هو أن نكتشف الطريق الخاص بنا والذي يناسبنا، وأن نثق بأنفسنا لكي نستطيع اتباعه، وتحقيق أحلامنا الخاصة.
تعرّف على ميولك؟
هناك عوامل عديدة ينبغي أن تضعها في اعتبارك، عندما تنظر إلى احتياجاتك الشخصية، مثل: البيئة، ومستوى تقدمها، وحجم الضغوط، واعتبارات الوقت، ومدى المرونة، وهناك أيضًا مسألة الأدوار التي تحبها، بمعنى هل تتطلع للقيادة، أم تميل إلى القيام بدور الدعم والمساندة.
وأحيانًا ما يكون البحث عن الميول الشخصية عملية صعبة ومجهدة، وأفضل طريقة لتحديد النهج العملي الذي يناسبك، هو أن تتفحص ماضيك، وتحدد أفضل العوامل وأبرزها.
ومن هذه النقطة يمكن أن تبدأ في تحديد المكان الذي تنطلق منه، وضع في اعتبارك هذه العوامل:
1. هل تحب العمل بمفردك، أم تفضل العمل الجماعي؟
2. هل تميل إلى تجربة كل ما هو جديد، أم أنك تفضل النظام الروتيني؟
3. هل تفضل العمل بنظام الأوقات المفتوحة غير الثابتة، أم أنك تميل إلى النظام اليومي الثابت؟
4. هل تفضل القيام بالمهام المتعددة، أم تميل إلى التركيز على شيء واحد؟
5. هل تفضل أخذ آراء الآخرين واستشاراتهم، أم أنك لا تعتد إلا بفكرك فقط؟
6. هل تصل قبل موعدك بفترة كافية، أم أنك دائمًا تصل بالكاد إلى موعدك؟
7. هل أفضل أوقات عملك هو الصباح، أم فترة ما بعد الظهر، أم الفترة المتأخرة من الليل؟
8. هل أنت ممن لا ينتجون إلا تحت ضغوط العمل، أم أنك ممن يفضلون العمل في جو هاديء؟
9. هل تشعر بطاقة وحيوية أكثر في الهواء الطلق والأماكن المفتوحة، أم أنك ممن يميلون إلى البقاء في الداخل؟
10. هل تفضل أن تكون ذا دور نشط وفعال، أم أنك سلبي؟
إجابتك على هذه الأسئلة ـ عزيزي القاريء ـ، ستكشف لك النقاب عن عاداتك، وسيوضح بعض منها ميولك ورغباتك، وأما باقي الأسئلة فتتعلق بصفاتك الشخصية، ولكن لابد أن تضع كل هذه الأسئلة في اعتبارك، عندما ترسم طريقًا لنفسك.
كما إن تحديد كل ما هو حقيقي عن طبيعة قدراتك، هو جزء من معرفة شخصيتك، فعندما تقف على تلك الحقيقة ستكون قادرًا على خلق الظروف المثالية، التي تساعدك على تحقيق أفضل أداء ممكن.
وعندما تعمل في مجالات تميزك وتفوقك، فسوف تتخلص من العوامل السلبية، التي تعوقك في طريقك نحو النجاح.
ثق في مواهبك:
إن الثقة والخوف أمران منتاقضان تمامًا، فعندما يوجد أحدهما يبتعد الآخر أو يختفي، ومادمت خائفًا فلن تثق في اختياراتك، والعكس صحيح وهو أنك إذا وثقت في نفسك، فلن تخشى من عاقبة اختياراتك.
وكن واثقًا من أن هناك شعاع نور وبصيرة بداخلك، يجعلك تعرف أنك على الطريق الصحيح، وعندما تثق في نفسك، يعني ذلك أنك تحترم مواهبك، وتحترم ذكاءك، وأنك مستعد لاتخاذ أية خطوة، حتى ولو كانت تلك الخطوة غير مأمونة العواقب.
ويزحف الخوف إلى داخلك، عندما تشك في نفسك، وعندما تتوقع الأسوأ، وعندما تركز على النتائج السلبية والآثار السيئة التي ستعود عليك، كما إن الخوف يرابط على حدود إدراكك ووعيك، وينتظر اية إشارة للدخول، والسبيل الوحيد لصده وإبقائه في مكانه، هو أن تظل متمسكًا بثقتك بنفسك.
ولو وجدت أن الخوف بدأ يتسلل إلى نفسك، فقد تحتاج معالجة ذلك إلى أن تأخذ بعض الوقت لتقرب المسافة بينك وبين ذاتك، وتعود إلى الإنسجام معها مرة أخرى، ويمكنك أن تستخدم أفضل الطرق لتحقيق ذلك، كالتحدث إلى صديق تثق به، والقيام بأي نشاط تحبه، واعلم أنك عندما تتذكر مواهبك وقدراتك، وقيمة نفسك الحقيقية، فسوف ترى الخوف يتبخر بسرعة بمجرد أن يظهر.
الاختيارات الصحيحة والاختيارات الخاطئة:
إننا أحيانًا لا ندرك، أو ننسى حقيقة أنه ليس هناك أخطاء، بل هناك دروس مستفادة، وهذا أمر يصعب على طلاب الجامعة بالأخص إدراكه، وهم يبدءون في اتخاذ أول قرار مهم في حياتهم، إن النجاح لا يعني أن تقوم بكل شيء على أدق وأحسن وجه، ودون أية أخطاء، وإنما يعني أن تختار أوضح طريق لك، ثم تدعم ذلك الاختيار وتواصل جهودك فيه؛ لترى إلى أين سيأخذك.
إذًا فكيف تعرف الاختيار الصحيح من الاختيار الخطأ؟
هذا أمر لا سبيل إلى معرفته، فما تقوم به هو مجرد تحديد الاختيار، الذي تشعر أنه يلائمك في هذا الوقت، ثم تواصل هذا الطريق الذي اخترته، وقد يقودك إلى النجاح، أو إلى تعلم دروس كان ينبغي عليك تعلمها.
وستعلم المزيد عن حقيقة نفسك، وأنت في طريقك لتحقيق هدفك، كما ستعلم المزيد عن الأشخاص الآخرين، وعن الحياة بصورة عامة، وقد تختار أحيانًا أن تعدل من خطتك، أو أن تغير هدفك بصورة كاملة، وهذا لا يعني أنك قد أخطأت الاختيار في البداية، أو أنك فشلت، بل يعني أنك غيرت خطتك الأصلية بحكمة وحسن تصرف، بعد أن توافر لديك المزيد من المعلومات.
تغيير الاتجاه:
(احتفظ بهدوئك وثباتك، حتى لو واجهت العالم كله)
وولت ويتمان
فهناك الكثيرون ممن يعرفون طريق النجاح، ولكنهم لا يسعون إليه؛ لأنهم يشعرون بخوف عميق من تنفيذ ما تمليه عليهم ذاتهم، ويتجاهلون ذلك الصوت الخافت الصادر من أعماقهم الذي يدلهم على الطريق المناسب لهم، وهم عادة ما يفعلون ذلك؛ إم بسبب خوفهم أو بسبب الضغوط الخارجية التي تحذرهم من الاستجابة لهذا الصوت.
إياك والمثبطين:
(إنني لا أستسلم أبدًا، حتى عندما يقول لي الناس إنني لن أنجح أبدًا)
بوب ويكمان
إننا نقابل أناسًا مثبطين في كل مكان، إنهم يهدمون الآمال ويثبطون بعبارات التعجيز التي يرددونها دائمًا، مثل: (لن تستطيع)، و (لا ينبغي عليك) و (لن يجدي ذلك) و (هذا ليس ممكنًا)، إنهم من يشجعونك على أن تبقى صغيرًا، وأن تحاول فيما هو مؤكد وقوعه ليفرضوا بذلك رغباتهم عليك، معتقدين بأنهم واقعيون، وأنهم يخافون عليك من الإحباط وخيبة الأمل، ولكنهم في الحقيقة أعداء المخاطرة، وقد تكون نوايا هؤلاء الأشخاص طيبة، إلا أنهم دون وعي يسلبونك حريتك في اتباع ميولك الخاصة.
وعليك أن تكون قويًا بدرجة كافية؛ لتتمكن من التعامل معهم، إذا ما هاجموا حلمك، فقد تصير الأحلام ضعيفة هشة لو خرجت لعالم الواقع، وربما كان عليك أن تحمي أحلامك الكبرى، وفيما يلي بعض التدريبات، التي ستساعدك في وضع برنامج لرفع كفاءتك العقلية؛ لكي تستطيع التركيز على أهدافك وأفكارك، بحيث لا تخرج عن مسارك:
1. قم بوضع عبارات تشجيعية تحفيزية في مكان بارز؛ إذ إن رؤية هذه العبارات وهي مكتوبة، سوف تثبتها وتقرها في عقلك.
2. حاول أن تقرأ سيرًا ذاتية وقصصًا قصيرة، عن الذين تعاملوا مع المحن والصعوبات، واستطاعوا التغلب عليها، ولتتعود مثلًا على قراءة صفحتين، أو ثلاث صفحات قبل نومك.
3. حاول أن تحيط نفسك بأناس يؤمنون بك وبقدراتك، ولو لاحظت أن هناك مثبطين، فإما أن تقوم بترويضهم على خدمة أهدافك وطموحاتك، ومناقشتهم في طريقة تحدثهم إليك، وإما أن تنبذهم من حياتك.
4. قم بتنظيم تلك المجموعة، التي تقدم لك الدعم والمساعدة، وأخبرهم عن ما تريده منهم بالضبط، واطلب من أكبر مؤيديك أن يذكرك كل يوم بهدفك، وأن يحثك على تحقيقه.
5. دوّن أحلامك وأهدافك بالتفصيل، واطلع عليها كل صباح عندما تستيقظ؛ لتحدد برنامجك اليومي.
6. توقع أن تواجهك هجمات محبطة مثبطة، واستعد للتعامل معها عندما تحدث، بأن تعرف ماذا ستقول، وكيف سيكون رد فعلك تجاهها، فهذا سيجعلك جاهزًا بالرد اللازم، فلا تفاجأ بتلك الهجمات، فماذا ستقول لنفسك لكي تظل مركزًا على هدفك؟
الإيمان بالنفس:
(لابد أن يفوق إيماننا بسلامة تفكيرنا أي اعتقاد آخر)
رالف فالدو إميرسون
فعندما تكون مؤمنًا بنفسك، سيكون باستطاعتك اتخاذ الاختيارات الصائبة، فثقتك بنفسك تعينك على أن تكون جريئًا في كل ما تُقدم عليه، وأن تؤمن بأفكارك وقدراتك، وأن تدرك في قرارة نفسك، أنك لن تفعل إلا ما هو مفيد ومناسب لك.
ولقد وصف العديد من العظماء ـ ممن حققوا إنجازات باهرة ـ بالجنون، عندما أعلنوا عن أحلامهم، أو قدراتهم والتي بنوا عليها مستقبلهم فيما بعد، مثل توماس إيدسون، والإخوان رايت، وغيرهم.
فإن الرابطة المشتركة التي كانت تجمع كل هؤلاء، هو إيمانهم العميق بهدفهم، وشجاعتهم في الثقة بأنفسهم.
والإختلاف الوحيد بينك وبين هؤلاء الأشخاص، هو أنه قد تم بالفعل تسجيل إنجازاتهم، بينما لا تزال أنت في طريقك لصنع إنجازاتك، فإننا جميعًا ـ وأنت كذلك ـ نمتلك إمكانيات كثيرة، وما عليك إلا أن تبدأ بفتح الطريق، أمام مصدر القوة الكامنة بداخلك وهو الثقة.
وأخيرًا:
يقول بريان تراسي: (استجمع قواك، وحدد ما تجيد عمله بالتحديد، وأكْثِر من أدائه)، وسوف نتناول في المرة القادمة ـ إن شاء الله ـ، الجزء الخامس من سلسلة القوانين العامة للنجاح.
أهم المراجع:
1. إذا كان النجاح لعبة فهذه هي قوانينها، شيري كارتر سكوت.
2. الإنجاز الشخصي، بريان تراسي.
3. أفضل ما في النجاح، كاترين كاريفلاس.
4. القيادة الفعالة، بريان تراسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق